غالبًا ما نجد أنفسنا في مواقف تتطلب منا الرد بلباقة وحنكة، وذلك عندما يتعرض لنا شخص ما لإهانتنا أو إصدار تعليقات سخيفة أو حتى رأي مؤذٍ، وفي تلك الأوقات نشعر بالحيرة والاضطراب، فلا نريد الرد بنفس الأسلوب الذي يتبعه الآخرون، ولكننا نريد أن نرد بأدب وحنكة.
للرد بلباقة واحترافية يجب علينا تعلم مهارات فن الرد بلباقة وذلك يتضمن مهارات توضيح الرأي بأسلوب مؤدب وعدم الاستسلام للمشاعر السلبية التي تنتابنا في تلك اللحظات، وكذلك تعلم كيفية الاستماع بشكل جيد للشخص الآخر والتحلي بالصبر في التعامل معه، ولكن في المقابل يجب علينا أن نحافظ على حدودنا الشخصية وعدم السماح للآخرين بتجاوزها، وذلك بتوضيح حدودنا بأسلوب مؤدب ومحترم.
تعلم كيفية الرد بلباقة واحترافية، فنون التواصل اللبق:
تعلم مهارات فن الرد بلباقة واحترافية، فالرد الجيد يعتمد على عدة عوامل أساسية لإثراء الحوار وتبادل الآراء بشكل إيجابي، ومن أهم هذه العوامل:
- الإصغاء الجيد: عند الحديث مع شخص ما ينبغي أن تقوم بالإصغاء الجيد له، وذلك من خلال تجنب الانشغال بأفكارك الخاصة، والتركيز بشكل كامل في الحديث الذي يقدمه الطرف الآخر، والنظر إليه بشكل مباشر، لإظهار اهتمامك وحسن استماعك.
- التفكير والتمهل قبل الرد: يجب أن تتمهل وتفكر كثيرًا قبل الإجابة، حتى لا تقع في خطأ الاندفاع والتسرع في الرد، والذي قد يؤدي إلى خروج الكلمات التي قد تندم عليها فيما بعد.
- تجنب العناد: وأن تحاول إيجاد الحجج والأدلة التي تدعم وجهة نظرك، وتحاول إقناع الطرف الآخر بموقفك من خلال التركيز في حواره وتصيد الفجوات من حديثه، وإظهار مرونة في التفكير واحترام وجهات نظر الآخرين.
- التوقف عن الحوار: يجب أن تتوقف عن الحوار في حالة عدم وجود جدوى من الحديث، وتعيد النقاش في وقتٍ لاحق، وذلك لإنهاء الحوار بشكل حضاري وإيجابي.
- الثقافة العامة: فالقدرة على استخدام الكلمات المناسبة في المواقف المختلفة تأتي من القراءة والاطلاع الدائم، فالكتب والصحف والمجلات تمنحنا حصيلة ثقافية كبيرة تجعلنا قادرين على الحديث في جميع المواضيع بثقة واحترام. ولا يقتصر الأمر على الثقافة العامة فحسب بل يمتد إلى تعلم لغة ثانية أو زيادة قدراتنا في اللغات التي نتقنها بالفعل، فتعلم لغة ثانية يزيد من قدراتنا الذهنية ويساعدنا على البديهة والتفكير السريع.
- التواضع: فهو صفة أساسية في فن الرد، حيث يجب أن نتعامل مع الآخرين بكل تواضع واحترام، وأن نشكر كل شخص يحاورنا ونستفيد من حديثه، والتواضع يعكس أخلاقنا الحميدة ويجعل الآخرين يحترمونا ويثقون فينا.
- التدرب على الاتزان والرصانة في الردود والتحلي بالهدوء: فالتذكر السريع للرد بعد انتهاء الموقف، يحدث نتيجة لزوال التوتر والضغط العصبي الذي يجعل الشخص غير قادر على التفكير بوضوح أثناء الموقف، لذا عليك أن تحرص على الحفاظ على حالة نفسية مستقرة وألا تدع العواطف تسيطر عليك؛ لأنها تسبب فقدان الاتزان العقلي، ومن الأفضل أن تتحلى بالهدوء حتى يتمكن ذهنك من استحضار الرد المناسب للموقف، ولتحقيق ذلك يمكنك تدريب نفسك على عدم الانفعال مرارًا وتكرارًا وعندها ستكون قادرًا على التذكر السريع للرد المناسب للموقف قبل فوات الأوان.
- تتدرب على الثقة بنفسك: وردد دائماً أنك إنسان متكامل ولا يوجد شيء يؤثر عليك، فهذا يساعدك على مواجهة أي موقف بشكل متوازن ومتكامل، وإذا واجهت أحدهم يوجه لك عبارات سلبية عليك أن تردد في نفسك "أعلم أني لست كذلك" وتعامل مع الأمر بثقة بالنفس.
- عدم أخذ كلام الآخرين على الناحية الشخصية: وتعامل معها كمجرد عبارات، لأن ذلك يمنع الطرف الآخر من الانتصار عليك بطريقة غير مباشرة، وعليك تدريب نفسك حتى تتمكن من ابتكار ردود ذكية تناسب كل موقف، وتجنب التبرير والدفاع عن نفسك.
كيف تتعلم فن الصمت، عندما يكون الصمت هو الحل الأفضل؟
- تعلّم مهارات فن الرد بلباقة واحترافية فهناك مواقف يُفضل فيها عدم الرد، ويجب أن تدرك أنه ليست كل المواقف تحتاج إلى رد، بل يوجد بعض المواقف التي يُفضل فيها الصمت وعدم الرد، وذلك إذا كان الرد سيسبب إيذاءً مباشراً لشخصٍ ما، ولا ينصح بالرد إذا كان من يحادثك شخصاً يشتهر بالعدوانية، أو أنه صاحب تفكيرٍ محدودٍ، حتى لا تقع في فخ تبادل الإهانات والتجريحات.
- تجنُّب الردود التي يمكن أن تثير غضب الطرف الآخر أو الردود التي يمكن أن تثير غضبك وتدفعك إلى الوصول إلى رد سيئ، ومن المستحسن أيضاً تجنُّب الرد إذا كان سيؤدي إلى مشكلة، ففي بعض الأحيان يجب الكف عن الرد لأن كسب القلوب أولى من كسب المواقف، وذلك بالتعامل مع الأمور بحكمة وروية وتجنُّب الصراعات غير الضرورية.
- التفكير جيداً قبل الرد على أي شخصٍ أو في أي موقف، حتى لا تقع في مشاكلٍ قد تؤثر على حياتك الشخصية والمهنية، واحرص على استخدام أسلوبٍ لبقٍ ومحترفٍ في الردود، حتى تظهر بشخصيةٍ قويةٍ ومتحضرةٍ في كل المواقف.
كيف يمكننا التعامل مع الإهانة بشكلٍ لبق وحازم؟
- إذا تعرضت لإهانة خلال نقاش، فلا تدع الغضب يسيطر عليك، بل حاول السيطرة على أعصابك واحترام الرأي الآخر، فبهذا تفوز في النقاش دون خسارة الأدب واللباقة.
- تذكر دائماً أن الشخص الذي يهاجمك بالإهانات يعكس بهذا موقفه الضعيف وشخصيته الضعيفة وليس من حقه التعرض لك بطريقة غير لائقة، لذا لا تأخذ الإهانة بشكلٍ شخصي ولا تنخدع في فخه، وتفوق عليه بالذكاء والرصانة في الرد.
- إذا لم تستطع تحمل الإهانة والضغط النفسي المصاحب لها، فإن ترك النقاش بلطف وحزم يعد أبلغ رد، وهذا يساعدك على الحفاظ على هدوئك ومنع تفاقم الأمر.
فاجئ الآخرين بأسلوبك الرصين في الرد على الإهانات، وتعلم كيف تتحكم في أعصابك في جميع الظروف، فهذه المهارة لن تفيدك فقط في النقاشات، بل ستجعلك شخصاً أكثر لباقة واحتراماً في حياتك اليومية.
نسعد بإستقبال إقتراحاتكم وإضافة خبراتكم