الفترة التي تسبق الزواج وتعرف باسم "الخطوبة" تعتبر المرحلة الأكثر تفضيلاً لدى الأزواج اللذين يستعدون للارتباط، ففي هذه الفترة تكون المشاعر والعواطف في أوج قوتها، ويعيش الثنائيان أجمل قصة حب وأمتع اللحظات، ومع ذلك يتجاهل الكثيرون أهمية هذه المرحلة، فالخطوبة ليست مجرد فترة لتوطيد علاقة حب، بل هي فرصة للتعارف واكتشاف شخصية الشريك وتحديد مدى توافقه مع الزواج.
ما هو تعريف الخطوبة؟
وفقًا للتقاليد الاجتماعية: تُعدّ فترة الخطوبة المدة التي تسبق الزواج، وتتيح للطرفين فرصة التعارف والتفاهم المتبادل حول القيم والأخلاق والصفات والسلوكيات قبل الارتباط بشكل نهائي.
وفقًا للقانون: الخطوبة تعد مجرد ارتباط مبدئي يهدف إلى التعارف بين الرجل والمرأة، ولا تتضمن أي حقوق أو واجبات رسمية، لذا من المهم تجنب تمديد هذه الفترة، حيث أنها غير محمية بغطاء قانوني يحفظ حقوق الفتاة في حالة تراجع الشاب عن الزواج منها.
كيفية تعزيز علاقتك مع شريكك خلال فترة الخطوبة؟
كلا الشريكين يدركان أن فترة الخطوبة وأيامها هي الفترة الجميلة بالنسبة لهما، لذا ينبغي بذل الجهد لتعزيز العلاقة بينهما وتحقيق الارتباط السعيد في الزواج.
- تعامل مع شريكك بإيجابية وتجنب إحساسه بالإحباط أو اليأس، حيث أن ذلك قد يؤثر على علاقتكما بشكل سلبي، وبدلاً من ذلك يمكن أن تعزز الإيجابية في التعامل مع شريكك وتشعره بالراحة والسعادة، مما يزيد من مشاعر الحب والعشق بينكما.
- الحب هو الأساس الذي يجعل الزواج يسير بسلاسة، فعندما تجد الحب ستسهل الطريق أمامكما للمضي قدمًا في حياتكما الزوجية، ومع ذلك يجب أن تتعهد بأن تبقى مخلصًا لشريكك وأن تحبه حتى في الظروف الصعبة، وأن تتعهد أيضًا بالوفاء والصدق وعدم الخيانة، كما ينبغي عليك أن تطمئن شريكك بأنك ستحرص على الحفاظ على علاقة المودة والحب بينكما إلى الأبد.
- يفضل أن تحرص على الالتقاء بشريكك بشكل متكرر خلال فترة الخطوبة، حيث يمكن لذلك أن يساعدك على التعرف عليه ودراسة شخصيته بشكل أفضل، وبفضل ذلك يمكنك اكتشاف صفاته بشكل أوضح، وستكون هذه اللقاءات عبارة عن ذكريات سعيدة معه والتي ستبقى معك بعد الزواج.
- ينبغي عليكِ تجنب الانتقادات وتوجيه الملاحظات بشكل متكرر، حيث أن هذا السلوك يمكن أن يؤدي إلى ابتعاد شريكك عنكِ، وبدلاً من ذلك يجب أن تعربي عن آرائك بأسلوب لطيف ومهذب، دون الإساءة إليه، وذلك سيؤدي إلى تعزيز مشاعر الاحترام والحب بينكما.
- لتعزيز علاقتك مع شريكك خلال فترة الخطوبة ينبغي أن تركز على نواحي إيجابية في شخصيته وتقدر صفاته الجيدة، ويجب عدم مقارنته بأي شخص آخر، والأهم من ذلك هو النظر إلى حسن خلقه وتقديره لأنها صفة مهمة جداً في أي علاقة ناجحة.
- يجب أن تشجع شريكك على الشعور بالثقة واليقين بأنه لن يجرح مشاعرك أو يخونك، حيث يمكن أن تزيد هذه الثقة من مشاعر الحب بينكما وتعزز علاقتكما، والثقة هي الأساس الذي تحتاجه أي علاقة ناجحة، ومن دونها يمكن أن تتصاعد المشاكل والخلافات وتؤدي إلى نهاية حزينة كالطلاق.
هل تساءلت يومًا عن سبب ارتداء خاتم الخطوبة في اليد اليمنى، وخاتم الزواج في اليد اليسرى؟
يرجع السبب في ذلك إلى أننا نستخدم اليد اليمنى للقسم، واليد اليمين هي اليد التي نحلف بها على العهد، وبما أن الخطوبة تمثل العهد بين الشريكين بالارتباط للأبد فإن الخاتم يرتدي في اليد اليمنى، وبعد الزواج ينقل الخاتم إلى اليد اليسرى وإلى إصبع البنصر، ويقال أن الإصبع الرابع من اليد اليسرى يحتوي على شريان مباشر يصل إلى القلب، ولذلك يتم وضع الخاتم في هذا الإصبع بعد الزواج.
ما هي الحكمة من مشروعية الخطبة؟
تتضمن مشروعية الخطبة حكمة كبيرة، إذ تعتبر فترة مهمة قبل الزواج، حيث يتأكد كل شريك من الآخر ويتفقان على العديد من الأمور المهمة، والهدف الأساسي من الخطبة سنتعرف عليه فيما يلي:
1- اكتشاف الشريك لعيوب الآخر:
يتضمن الهدف الأساسي لفترة الخطوبة اكتشاف الشريك لعيوب الآخر، ومحاولة تقويمها حتى يتسنى التعايش معها في المستقبل، وفي حال وجود عيوب مرفوضة يحق للشريك إيقاف مسيرة الزواج، ويعتبر هذا الهدف من أهم بنود الحكمة التي تدعم مشروعية الخطبة.
2- التعرف على الشريك عن قرب:
غالبًا ما تكون العلاقات بين الناس علاقات سطحية، ولكن عندما يتم الخطبة تتغير الأمور، فلا بد من تعرف الشريكين عن قرب، وهذا يساعد على توثيق العلاقة بشكل أفضل وزيادة رغبة الطرفين في الارتباط. وهذا الأمر يعد واحدًا من الأمور الأساسية التي تندرج تحت حكمة مشروعية الخطبة.
3- توطيد علاقة الأسرتين:
تُساعد فترة الخطوبة على تعارف الأسرتين على بعضهما البعض وتوطيد علاقة القرابة بينهما، ليصبحا فيما بعد عائلة واحدة، وخلال هذه الفترة يتعرف كل شريك على عادات وأسلوب حياة أسرة الشريك الآخر، مما يُسهم في تعزيز فهم الشريك للثقافة والتقاليد العائلية الخاصة بالطرف الآخر.
4- الاتفاق على تقسيم المهام
تتغير الحياة باستمرار، ونحن الآن في عصر يُحكمه المساواة بين الرجال والنساء، لذا يجب مناقشة موضوع تقسيم المهام خلال فترة الخطوبة لتجنب أية مشاكل مستقبلية، والتأكد من توافق الشريك على هذا التقسيم، كما ينبغي الحرص على معرفة رأي الشريك في موضوع إنجاب الأطفال حتى يتسنى للشريكين تحديد مسارهما المشترك في المستقبل.
5- مناقشة الأمور المستقبلية
يمكن لكل شريك خلال فترة الخطوبة مناقشة المسائل المستقبلية، مثل: من سيتخذ القرارات الحاسمة وهل سيتم اتخاذها بشكل فردي أو مشترك بينهما؟ تلك النقاشات الهامة ستعزز تفاهم الشريكين وتحدد مستوى توافقهما، مما يسهم في تأكيد صحة العلاقة بينهما.
6- التخطيط ليوم الزفاف
خلال فترة الخطوبة يتاح الوقت لكل شريك التخطيط والتحضير لحفل الزفاف المنشود، حيث تتحد جهودهما لتجهيز منزل الزوجية والبحث عن مكان مناسب لحفل الزفاف والعديد من التفاصيل الأخرى، مما يساعد في توطيد العلاقة وتعزيزها.
نسعد بإستقبال إقتراحاتكم وإضافة خبراتكم